الخميس، ٧ أكتوبر ٢٠١٠

وداعاً يا ناظم


وعندما صار لقلبي باب .. صار من الممكن أن أجد الطريق لأن أكون أنسان ... فأدركت أني لا زلت طفلاً يتابع العالم بالدهشة وأني لا أختاف عن أبني الصغير في شيء .... فأنا لازلت أبحث بأطراف أصابعي عن حدود عالمي ... ولازلت أكتشف أساليب التعامل مع العالم وأكتشف أن الأرض ليست هي المكان الرائع والممتع الذي يمكن لروحي أن تلهو فيه دون خوف ..
كمن أظن أني أمتلك الطريق وأن الغد ليس أبعد مما أظن وأن الحب كافي لآن يزرع في كل الطرقات الورود وأن ميلاد طفل كافي لأن يعيد خلق الكون ... وأن الشمس أقرب لأطراف أصابعنا مما نظن .. لكن العالم كل صباح يكشف لي كم كنت غبياً وتافهاً .. وأن العالم لا يمتاز بالأمكانية بقدر ما يمتاز بالمنع والتحديد وأن الشمس ليست ملك لنا وأننا أصغر من أن نلمس أرواحنا ...
أدركت أن الكائن البشري لم يطور حتى الأن تقنيات نفسية تمكنه من أن يشعر بما يؤلم الأخرين بدقة ... وعرفت أن ناظم حكمت لم يكن يقصدني عندكما كان يكتب أشعاره عن الحرية والأمل.
تلك مجرد ترهات ...
نعم يا أمل ... با فاقد الأمل

الثلاثاء، ٥ أكتوبر ٢٠١٠

كل الطرق .... كل الشموس

شم
زمان كنت أتخيل أن الشمس مش لازم تفتح بابها كل يوم وتبص علينا ... وكنت أظن أن الضباب ممكن يحبسها في بيتها وأن السحاب قضبان حديد بيضا بتحوش الشمس وان المطر دموع الشمس المحبوسة .... زمان كنت أعرف الطريق للشمس من بلكونتي وكنت بحس بغضبها ساعة الضهر في الصيف واحس بنعومتها في الشتاء وأشوف ممالك من الكائنات المجهرية اللي بتعوم في الضوء ساغة العصاري ... زمان ..كان زمان
أما اليوم بقيت اشوف الشمس كل يوم ب تتسرق من الحياة ... وبقيت أعرف أن الشمس  بتموت بعد المغيب وأن كل يوم فيه شمس جديدة بتفتح عينيها وتغسل وشها في البحر قبل ما تبص لشباكي ... شباكي اللي بقي يحيي (أبني) شريكي فيه ... بقيت أحكي ليحيي كل يوم وكل ساعة عن الشمس الجميلة اللي بتزق عمره كل صباح يوم جديد  ... وأحلف له أن فيه يوم راح يجي  ح يقدر فيه أنه يصلب رأسه فوق كتافه الصغيرة ,,, يوم مش حيخاف فيه من نور الشمس ... 
لكن الغريب أن يحيي في عنيه ذات الدهشة وهو بيبص في عيوني وأنا شايله في حضني .. لسه عينه بتلقط شعاع الشمس بلهفة وخوف ... اللي كنت ببص بيهم للشمس زمان وانا صغير وأحلم بيها وبيتها .
واضح أن طرقنا بتشدنا للأحلام .. أو بتشدنا للياس ..
في كل الطرق بنتقابل أنا ويحيي ولكل الشموس بنبص

السبت، ١٥ مايو ٢٠١٠

من الصباح للمسا


يحكي أن المدينة قد تعرضت للحصار من قبل جيوش الأعداء ولكن المدينة ذات التاريخ الطويل والحضارة القديمة كانت منيعة بسبب ضخامة أسوارها وشجاعة سكانها وبراعة قادتها العسكريين مما جعلها ممتنعة على محاصريها ... فلم ينجح أعداءها في اختراق أسوارها أو دفع سكانها ليسلموها بالأمان.

وعليه فقد ظلت المدينة تحت الحصار الصارم والمشدد من قبل الأعداء على أمل أن تتداعي من الداخل.. ولكن ما حدث أدهش الأعداء ... ذلك أن المدينة المحاصرة ظلت - لأشهر وسنوات - صامتة لا ترفع صوتها بصرخات الحرب أو بنداءات التسليم .. فقط ظلت صامته وكأن شيء داخلها قد مات وأختفي... فالرماة في الأبراج صاروا كالحجارة .. لا يتحركون ولا تنم عنه أي بادرة تدل على الحياة... ومع ذلك فهم كانوا يطلقون السهام بمجرد اختراق الأعداء لمجالهم .

وهنا تسائل الأعداء .. هل فقد سكان المدينة إنسانيتهم من طول الحصار وتحولوا للآلات أم أن ذلك التحول لم يصب سوي الرماة فحسب ؟

تري هل مات سكان المدينة من الجوع والعطش تحت الحصار وتركوا ورائهم آلات تدافع عن المدينة بزي الرماة.. أم أن طول الحصار قد أثر بشكل ما على الرماة.. ؟

أسئلة وألغاز ظلت تنمو كل صباح بين صفوف الأعداء ولكن لما كان من المستحيل التأكد فأن الإشاعات والحكايات الخرافية حلت محل الواقع غير الواضح.. فصارت المدينة مسكونة بالأشباح والجن .. ومع الوقت صار الأعداء هم المحاصرين بالخوف من المدينة الصامتة.. ونتيجة للخوف أصدر قائد الأعداء قراراً بمواصلة الحصار إلي ما لانهاية وذلك على أمل أن تستسلم المدينة... 

ومن يومها والمدينة محاصرة بسلاح الأعداء .. كما أصبحت تحاصرهم بالخوف.

الجمعة، ١ يناير ٢٠١٠

صباح الخير يا طفلي العزيز


في مصر .. وفي القاهرة على وجه التحديد ومن منزلي المتواضع الكائن في زاوية مظلمة من الكوكب الأزرق .. أستيقظت النهاردة وأنا حزين .. يمكن لأن السماء والأرض كبروا سنة بحالها .. أو لأن عمري أتسرق منه سنه جديدة .. ويمكن لأني اصبحت  على وشك أنجاب طفل للعالم .. طفل من لحم ودم .. طفل محتاج أسم ووطن وأكل وشرب وحرية  ومستقبل .. لكني وفي المقابل  عارف أني مش حقدر أوفر له كل الأشياء دي 
عارف أن طفلي المسكين - زي ما اتعودت اوصفه خلال الفترة اللي فاتت .. مش حيلاقي عالم أفضل من اللي أالموجود .. ممكن يبقي أقوي .. أو أشجع .. أو أغني .. ممكن يبقي حي أكتر مني .. لكن للأسف مش قادر أحلم له بمستقبل  أفضل ..مش حقدر أحلم زي بتوع السبعينيات والستينيات بطفل جي لعالم قوي وشجاع وحر .. مش حقدر أحلم أنه حيكون المخلص للبشرية زي درامات اليوتوبيات الأشتراكية  .. مش حقدر أحلم له غير بأنه يكون  أنسان .. قادر يحب .. وقادر يجرب ويغلط ويتعلم من أخطاءه .. 
طفلي اللي حيوصل للعالم بعد كام شهر .. واللي معرفش إذا كان ذكر ولا أنثي لحد دلوقتي ... حاسس أني بحبه وأني خايف عليه من العالم ومن نفسي .

الأربعاء، ٧ أكتوبر ٢٠٠٩

أهل المحبة

صوت عالي جي من الشارع .. صوت واثق .. صوت حي .. صوت شايل ريحة مصر بحواريها وشوارعها .. صوت قاهري حزين وخشن .. صوت تتخيل أنه مينفعش يركب على أي موسيقي وأن الكمان والساكس لا يمكن يقدروا يتحملوا شرقيته .. بس لأنه محمد عبد المطلب مفيش شيء حيقدر يمنعه من النداء على أهل المحبة ..

الاثنين، ٥ أكتوبر ٢٠٠٩

حكاية قديمة


يحكي أن رجلاً كان له وجه صغير وقلب يسع العالم .. ويحكي أنه أحب ذات صباح بعيد امرأة .. وأنه كان يحب طلتها الخمرية ويحب أنفها المميز .. ويحكي أن جميع أصدقاءه رفضوا تلك العلاقة .. وأنهم تابعوا تلك الحكاية بقلق وتوجس .. ويحكي أن الرجل كان سليم الطوية يصدق كل ما يقال له ... حتى وعود الفراش ... ولكنه ذات شعر مساء انه غير قادر على تحمل الحياة معها لأنها كانت عنيفة وفظة .. كانت بخيلة وقاسية .. لا تمتلك سوي الصراخ واللعنات ... ولذلك فلقد تركها ورحل .. ويحكي أنه ظل لشهور طويلة يحلم بها وهي تبكي ويري دموعها وهي تنهمر من عيونها الملونة ... وكان يتسائل كل صباح بعدما يستيقظ من النوم ومرارة الحلم لم تزل عالقة بحلقة وبقايا النشيج تلوث روحه .. هل حقاً كانت تستحق هجره لها .. ألم يجرحها .. ألم يقتل بيديه روحها .. أليس بذلك قد تحول لقاتل ؟ ولكن وبعدما عاد للحياة وللأصدقاء حكي له الجميع عنها حكايات مريعة .. كيف أصبحت وكيف تتعامل .. كيف تحولت لعاهرة ..
عاهرة .. لكم شعر بالم عندما سمع تلك الكلمة .. شعر كما لو ان روحه تنتزع من بين ضلوعه .. وشعر بأن قلبه يرتج .. وبأنه ينزف ..يزنف حتى الروح

لكن ما قضي عليه حكاية ذكرها له صديقه بشكل عابر ..
قال :لقد كنت أراها ولمدة اسبوع وهي تمر من إلي جوار منزلي وتصعد لمنزل مجاور .. في الحقيقة لقد كنت أتظاهر أمام نفسي بأنها ليست هي خصوصاً بعدما سالتك عنها وأخبرتني أنها غير موجودة بالمدينة ... لقد كانت تذهب لمنزل عشيقها كل صباح وأنت تظن أنها مسافرة

عند ذلك الحد فكر الرجل : لو انها تحولت لعاهرة بعدما تركتني فلسوف يزداد أحساسي بالذنب تجاهها .. وأن كانت كذلك وهي معي فربما يقلل ذلك من ألم الذنب لكنه كاف لقتلي .. من المؤلم أن تشعر بالذنب ومن القاتل أن تشعر بالخيانة وظل الرجل يرحل بين اليقين والشك لا يرغب في التصديق أو الأنكار .. فقط قرر أن الحل الملائم هو ان يظل على الحافة فهناك فقط يمكن له الحياة دون ذنب أو خيانة .. فقط هناك يمكن للنسيان أن يزور أحلامه وأنتهت الحكاية ولكن لم يعد الرجل هو ذاته ولم تعد المراة كما كانت ...
تلك كانت حكاية قديمة لا تصلح سوي للذكري ولذلك فهي تزورني كل فترة لتذكرني أن النسيان له قوانين مختلفة عن قرارتنا وعن تصورتنا عن أنفسنا .

الجمعة، ٢٥ سبتمبر ٢٠٠٩

كيفك يا حب

النهاردة قعدنا أتكلمنا .. أنا وهي .. هيه قالت .. وأنا سمعت.. فضلت تحكي عن الشعور الغامض بالحب .. وفضلت تحكي عن أوصاف ومشاعروسلوكيات مرتبطة بالحب وفي الأخر قالتلي مفهومها للحب :ـ

لا يوجد قبل الذروة ولو بخطوة ولايوجد بعد الذروة ولو بخطوة ما يمكن أن نطلق عليه الحب .. فهو ذروة كل المشاعر.. ذروة الأهتمام لشخص ما وبشخص ما .. ومصدر كل الرغبات في ممارسة الجنس مع شخص ما بعينه ودون سواه في هذا العالم ..فالحب هو قمة الأقتناع بأهمية شخص في حياتك ... أما ما قبله فهي مجرد مشاعر صداقة .. تتنوع صعوداً صوب الحب .. وما بعده يتنوع نزولاً صوب السكون والأشباع وعدم الشعور بجدوي العلاقة بل والكراهية.. ولذلك فالحب لا يوجد إلا في قمة خط بياني صاعد صوب ذروة وهابط صوب قاع

أما أنا فلقد ظللت في المناطق الرمادية .. أدور حول ذاتي .. وأبحث عن معني لا يرتبط بالنهايات المتعالية والأفكار المثالية والتخيلات الأحصائية والرسوم البيانية .. أبحث وأفتش عن معني الكلمة بعيداً عن مثاليات الرومانسية الهوجاء وبرودة الرياضيات الجافة .. لكني لم أجد .. على الأقل حتى الأن


03 Keefak Ya Hob - Gentle Rain.mp3

الجمعة، ١٨ سبتمبر ٢٠٠٩

عارفة نفسي في أيه ؟

عايزة تعرفي أنا نفسي في أيه ؟ أقولك ....
نفسي أخد جايزة نوبل .. لدرجة أن كل مدة بقعد أحضر خطاب تسلم الجايزة .. طبعاً الخطاب بيختلف من فترة لفترة ومن مرحلة عمرية لمرحلة تانية .. لكن الثابت أني الخطاب بيتكتب مرة واحدة .. في البيت.. وفي مكان واحد بس .. فوق السرير ودماغي فوق المخدة وعنيا لازقة في السقف .. ولازم الدنيا تكون ضلمة ومفيش غير شوية أضواء خافتة جاية من الشارع مطبوعة على السقف ... وده عشان محدش يضحك عليه أو يسخر مني لو شافني وأنا بقول الحكم ... أوبأهجم أسرائيل وأمريكا .. أو وأنا بتكلم عن مفهوم الكتابة وخلاصة تجاربي اللي عمرها ما تمت ...
ونفسي كمان أبطل سجاير .. وأبطل ممارسة العادة السرية .. وأبطل أدمان النت .. والأفلام .. والمسرح ... والكلام في السياسة ... والتلفزيون .. وأبطل أخاف ... وأبطل تفكير وأعيش كما أي حيوان ... وياريت أبطل قراية الكتب .. والكتابة اللي ما منهاش فايدة وبتضيع الوقت ... نفسي أبطل أدمان ... أو كما قال عادل أمام : عايز أفوق يا طلبة ..
نفسي أبطل أحساسي بالإختلاف .. وبأني مش زي الناس .. ومشاعر الغربة عن العالم .. وعن مصر .. ونفسي أتعلم أحب عمرو دياب وشيرين وهيفاء ونانسي عجرم .. الخ .. وأبطل أسمع منير وعلى الحجار وفيروز وموسيقي الجاز وشوية الموسيقي الكلاسيك اللي ممكن يتسمعوا
وكما نفسي أعرف أحب .. كل الناس بتتكلم عن الحب .. وبتنظر له .. لكن عمري ما عرفته ...... عمري ما عرفت يعني أيه حب .. بس التعرف على حقيقة الحب ممكن يبقي مطلب عام .. فبلاش أتكلم عن أزمة عامة.
وعارفة نفسي في أيه كما ؟ .. نفسي أحس بالأمان .. نفسي أعرف أمشي في الشارع من غير أحساس بالقلق والقرف والتقزز والتوتر ...
نفسي أصرخ .. بس للأسف عمري ما عرفت حتى وأنا في الصحراء .. مابعرفتش أصرخ ... نفسي أغضب وأثور وأكسر وأشتم وأتف وألعن أبو الدنيا ..
نفسي أحس أن الناس بتحبني .. وأتأكد أنك بتحبيني أنا مش القشرة اللي حوليا؟!! .. ونفسي في الشمس تدخل الأوضة وتفتح الستارة وتصحيني كل يوم الصبح وتعملي شاي أو حتي قهوة وتحط لي على ترابيزة المطبخ وردة حمرا في زهرية بيضا صغيرة ...
وكمان كان نفسي .. أتعلم طيران ... وأتعلم الرسم .. ويبقي عندي فيلا صغيرة .... بس مش أي فيلا .. نفسي في فيلا شبه الفيلات اللي كانت موجودة في العباسية زمان .. واللي ممكن يكون لسه باقي منها كام واحد في العباسية ومصر الجديدة .. فيلا من دورين ليها مدخل صغير وبرج صغير معمول من الخشب والزجاج الملون فوق السطح .. ويكون مكان البرج فوق السلم .. وتخش الشمس الصبح تلون الفيلا بمليون لون ولون .. ويبقي للفيلا سور حديد قصير ... وبوابة صغيرة .. وجنينة متر في متر .. أتدفن فيها لما أموت .. وأسقيها كل يوم الصبح وازرعها ورد أحمر وياسمين أبيض ..
ونفسي أتكلم .. وأتكلم .. وأكتب رواية كبيرة .. ماكتبش فيها عن أي شيء خارج حدود ذاتي ... رواية أكتب فيها عن الخوف والقلق .. والأكتئاب والكام سنة اللي فاتوا .. رواية أكتب فيها عن نفسي .. من غير ما أخاف من اللي ممكن أشوفه .. من غير ما خاف ... من غيرقلق أو تفكير في النتايج حتى لو كان التمن أني أموت بعدها .. لانها في اللحظة دي ح تكون أنا .. أنا بكل المدن الخيالية اللي عرفتها و بكل التوتر .. وأكيد ح أكتب فيها عن الناس اللي عرفتهم .. رجاله وستات ... وأكتب فيها عن الكلاب الصغيرة البيضا الجميلة ... وعن الأرتباط العاطفي .. والجنس .. والأحلام .. وكل شيء ... وفي الأخر أكتب فيها عن ربنا .. وأكيد ح يجوبني ويرد عليا لو كان سامعني ...
وعارفة أحلي حاجة نفسي أعملها .. نفسي أبطل كسل ... نفسي أعرف أشتغل من غير ملل .. مش عشان الفلوس .. طبعاً هيه مهمه .. لكن عشان أحس بنتيجة ... مجرد جدوي لوجودي في الكوكب الصغير الأزرق ..
ونفسي أغير قصة حياتي .. ومكان ميلادي .. والمدارس اللي أتعلمت فيها .. وكل التجارب السلبية اللي مرت في حياتي ... وبالمرة يبقي عندي ألة الزمن اللي في رواية ويلز ... واعيش في زمن تاني .. وياريت يكون في المستقبل ... لاني ما بحبش الماضي .. أسكن في سفينة فضائية كبيرة .. وكل يوم أقبل كائنات جديدة .. وأتفرج على المجرة .. وممكن كمان أزور سديم النسر والنجوم العملاقة .. والكواكب.. وفي أخر الرحلة أشوف نفسي في الثقب الأسود وأختفي للأبد .. ولا كأني أتوجدت ...
ونفسي أستغل الهندسة الوراثية وأغير جيناتي .. ويبقي لي ضحكة أمريكاني .. ودأب ياباني .. وخيال لاتيني .. وذكاء أينشتين وموهبة شكسبير ودوستوفسكي ... ريحة رضيع .. وحيوية طفل عنده ثلاث سنين .. وفرحة مولود بصدر أمه بعد جوع .. وحرية .
وكما لو ممكن أبطل أبربش بعيني .. وأبطل أبص للسماء ... وأبطل أمشي بالطريقة دي .. وأبطل خبث .. وأقلع كل الأقنعة اللي ساحت على وشي وبقت مني وأنا منها ..
ونفسي أغني .. بس بصوت حلو ... وأرقص لحد ما اقع .. وأشرب بيرة لحد ما يغمي عليه ... وأسكر في ميدان التحرير ...
ونفسي أموت وأنا بأبتسم ....
ونفسي أعيش للأبد ...
عرفتي نفسي في أيه ؟..... نفسي أعيش

الخميس، ١٠ سبتمبر ٢٠٠٩

مثل البشر


لأمثالي ... ونحن بالمناسبة أقلية ... طباع غريبة ومملة بل وغير محتملة للكثيرين ... فنحن نميل للهدوء .. صامتين .. مبتسمين ... نزحف بأقدامنا فوق الأرض لخوفنا من أن نقتلع من جذورنا دون أن ننتبه ... نميل في الصباح للكأبة ... ونجلس أمام شاشات الكمبيوتر لساعات وساعات دونما هدف حقيقي ... نعشق الجنس لكننا نشك دائماً في قدراتنا على الأستمتاع به دون شعور مضاعف بالغثيان والإنقباض الداخلي غير المبرر ..
وبالتأكيد لايعشق أمثالي الطعام .. كذلك فنحن نميل للقراءة كوسيلة مناسبة للهروب من الواقع والإلتصاق بالمستحيل ... وربما يدمن أمثالي السينما بداية من أفلام الكوميديات الرومانسية الأمريكية التي تحلق بنا إلي أعلى مراتب التوافق مع العالم ...
ونهاية بأفلام بازوليني التي تحمل قدرة على إدهاشنا وتحطيم أنماطنا البصرية والعقلية عن ألف ليلة وليلة وحكايات كانتبري ... الخ .

وسوف يميل أمثالي بالتأكيد نحو العلاقات المقلقة وتلك التي تكشف لهم عن خواء أرواحهم وسذاجتهم المفرطة تجاه العالم وقواعد ونظم المجتمع .
بالتأكيد سيحلم أمثالي بالطيران ... وبالتأكيد سيصابون بكوابيس الحصار التي يتحولون فيها لمطاردين ومحاصرين سواء أكان ذلك بسبب أو بدون ...
ومن المؤكد أن أمثالي يتحركون ببطء ويتجولون بين شوارع وسط البلد في القاهرة ... ويعشقون بعض المدن مثل الأسكندرية والمنيا وبورسعيد .... ويكرهون بعضها مثل الزقازيق وسوهاج ودمنهور ... ويقضون حياتهم باحثين عن روح المدن المصرية محاولين إيجاد الفروق الدقيقة بين جرجا وأبو حمص و مدينة النور والمعصرة .... لكن أمثالي دائماُ ما يفشلون .
ولأمثالي عادات مريعة ... فهم يدخنون للتخفيف من توترهم الزائد .. ويكرهون موسيقي فقراء المدن ( الأغاني الشعبية) ولا نستطيع تحملها حتي لو أشار إليه البعض على أنها كيتش أو حاول تمريرها تحت مسميات متثاقفة ...
نعشق ونكره ... ونميل وننفر .. ونقترب ونبتعد ..... وكأننا مثل باقي البشر ..... بل أننا نندهش عندما نكتشف أننا نشبه معظم البشر

السبت، ١٣ يونيو ٢٠٠٩

أشياء مثل ذلك ...!

منذ عدة أشهر أصبحت أفقد السيطرة على ذلك الوجود الهش والسائل لحياتي .. منذ عدة أشهر صار من الممكن رؤية ذلك المستقبل المرسوم بعناية أنثي وتصميم رجل ... لكن وجودي القديم ورغم فقداني المتواصل له ولإذرع التحكم التي تصلني به ... لم يمت كما كنت أتوقع .. فقط تراجع إلي الظلمة وظل هناك .. ظل يعمل في دائب ونشاط .. بشكل يبدو مقلقاً للغاية .. خاصة إذ ما وضعنا في الاعتبار ذلك الأثر الدائم والمدمر على علاقتنا من ماضينا ....

أعرف أنني ملغز إلي حد بعيد .. وأعرف أن ذلك الماضي المشترك بيني وبينك عير كافي لتدمير تلك الحياة الصاخبة التي عشتها بين مدينتين وأن هشاشة عالمي القديم وسيولته ليست كافية لقتله ... أن علاقتنا تظل فوق لهيب لحظات لم نتشارك فيها ... لحظات خلقت منك ما أنت عليه وخلقتني .. 

أتدرين ... أحياناً ما أرغب في فضح كل شيء .. أحياناً ما أرغب في البوح بكل خطاينا السابقة في وجه العالم ... أحياناً ما أرغب في أجتراح تلك الغلالة الهشة التي تفصلنا عن ما نرغب فيه .. 

ملغز .... ملغز ... وهذا دليل فشل .. 

أرغب في أن أقول لك أشياء وأشياء وأشياء .. لكني لا أستطيع أن أخبرك بها ... فقط أستطيع أن أتفوه بأشياء من تلك النوعية ... أشياء مثل ذلك الهراء ..