السبت، ١٥ مايو ٢٠١٠

من الصباح للمسا


يحكي أن المدينة قد تعرضت للحصار من قبل جيوش الأعداء ولكن المدينة ذات التاريخ الطويل والحضارة القديمة كانت منيعة بسبب ضخامة أسوارها وشجاعة سكانها وبراعة قادتها العسكريين مما جعلها ممتنعة على محاصريها ... فلم ينجح أعداءها في اختراق أسوارها أو دفع سكانها ليسلموها بالأمان.

وعليه فقد ظلت المدينة تحت الحصار الصارم والمشدد من قبل الأعداء على أمل أن تتداعي من الداخل.. ولكن ما حدث أدهش الأعداء ... ذلك أن المدينة المحاصرة ظلت - لأشهر وسنوات - صامتة لا ترفع صوتها بصرخات الحرب أو بنداءات التسليم .. فقط ظلت صامته وكأن شيء داخلها قد مات وأختفي... فالرماة في الأبراج صاروا كالحجارة .. لا يتحركون ولا تنم عنه أي بادرة تدل على الحياة... ومع ذلك فهم كانوا يطلقون السهام بمجرد اختراق الأعداء لمجالهم .

وهنا تسائل الأعداء .. هل فقد سكان المدينة إنسانيتهم من طول الحصار وتحولوا للآلات أم أن ذلك التحول لم يصب سوي الرماة فحسب ؟

تري هل مات سكان المدينة من الجوع والعطش تحت الحصار وتركوا ورائهم آلات تدافع عن المدينة بزي الرماة.. أم أن طول الحصار قد أثر بشكل ما على الرماة.. ؟

أسئلة وألغاز ظلت تنمو كل صباح بين صفوف الأعداء ولكن لما كان من المستحيل التأكد فأن الإشاعات والحكايات الخرافية حلت محل الواقع غير الواضح.. فصارت المدينة مسكونة بالأشباح والجن .. ومع الوقت صار الأعداء هم المحاصرين بالخوف من المدينة الصامتة.. ونتيجة للخوف أصدر قائد الأعداء قراراً بمواصلة الحصار إلي ما لانهاية وذلك على أمل أن تستسلم المدينة... 

ومن يومها والمدينة محاصرة بسلاح الأعداء .. كما أصبحت تحاصرهم بالخوف.

ليست هناك تعليقات: