الاثنين، ٨ ديسمبر ٢٠٠٨

.زمن الحرب


ذات صباح بعيد - وبدون مقدمات - اشتعلت الحروب الكبرى بين كافة ممالك الصحراء و الوادي وصارت الأرض مرتع للجنود والفرسان من حاملي رايات الموت ... أما الأرض فلقد صارت ساحة معركة كبيرة يتباري عليها الفرسان في إظهار براعتهم في ألعاب السيف وسفك الدماء ... في ذلك الصباح البعيد استيقظت تورينين على صيحات الغضب والتهديد وهي تشق عنان السماء .. كان رسل حكام - الصحراء والوادي - قد تجمعوا أمام بوابات المدينة الفضية مطالبين أهالي تورينين بالمشاركة في تلك الحرب ... كان كل رسول منهم يحمل الهدايا والرسائل التي خطها حكماء مدينته.
وعلى وقع تلك الصيحات تجمع أهل تورينين أمام بوابات المدينة يتابعون ذلك المشهد الغريب ... فلقد ظل الرسل يطلقون صيحات الغضب بين الحين والأخر بينما هم مستغرقين في  أستعراض مهاراتهم في التحكم بالخيول.... وهو ما أسعد الرسل وزاد من حماستهم  فلقد كانت عيون التورينيين عالقة بهم بإعجاب......
ولكن وبعد قليل وبعدما نفدت الحيل والمهارات ... أنطلق كل منهم يعرض على أهل تورينين ما أتي به من هدايا .. ملقياً خطابه الرصين على مسامعهم...
لكن أهل تورينين كانوا من الصنف السريع الملل من الرطانة اللغوية فقد ظهرت عليهم علامات الضجر بل لقد ترك بعضهم مكانه ورحل وهو ما دفع بالرسل إلي التعجيل والوصول إلي الطلب الأهم الذي ركب كل منهم فرسه لأجله... 
- لا نريد من تورينين أي شيء سوي الشرعية ... لا نريد من تورينين أي شيء سوي أن يسمح لرجالنا بدخولها حاملين أسلحتهم والخروج منها وقتما يرغبون... ولا نرغب في إقامة قواعد عسكرية أو محطات تموين في محيط تورينين .... فقط الشرعية وحق العبور... 
في ذلك الصباح ساد الصمت مدينة تورينين .. وخرج للرسل موفدين من أهل تورينين .. يطلبون فيها مهلة حتى صباح اليوم التالي كي ما تقرر المدينة مع أي الفرق ستحارب ولأي الفرق ستمنح الشرعية.... كما طلب من الرسل الابتعاد عن المدينة طيلة لليل صوناً لحرمة المدينة...
في الصباح التالي توافد الرسل إلي مدينة تورينين لكنهم لم يجدوا أي أثر للمدينة .. كانت تورينين قد اختفت دون أن تترك أي أثر سوي عمود خشبي طويل زرع في موقع خمن الرسل أنه كان أكبر ميادين تورينين ... كان العمود مزروع وسط الصحراء وقد علقت عليه أوراق ملونة ... ولما تجمع الرسل حوله وجدوا أن تورينين قد تركت رسالة خاصة لكل واحد منهم خط فيها
" نحن أهالي مدينة تورينين الفضية ...
نعلن لكم أن حربكم مقدسة وحتمية بل وتؤيدها كافة الشرائع الأرضية والسماوية .. لكنا -نحن أهل تورينين - لن نستطيع منحكم ما تطلبون لأننا غير موجودين ...... نحن محض خيال "
 



هناك تعليقان (٢):

Unknown يقول...

نرجع فين ؟
أنت مش صاحى والا أيه ؟
نرجع لمصر طبعا ياولد ؟
نرجع لسيدة العالم ياولد العالم ؟
أمال ياولد حنتركها لهم ونتركها للافاقين والحراميه ؟
لا للسجون لاللمعتقلات ولا حتى لتكسير العظام
أصحى ياولد قبل فولات الاوان ؟
بملح ولاناكلها مع الصحراويين فى أرض البلاء والعرعر والعار والنفط اللعين! ده ناكلها
أصحى ياولد فقد مضى عصر الاستنطاع كما مضى عصر الاستعباد وكذا عصر التوريث!
هل تتركها لاستعبادك 50 سنه أخرى؟
والله لاخذ بتارى من الاوباش وعديمى النخوه والرجوله المتحزلقون أمثالك
وأنا لمقاتلون بلاد العرب والعرعر والجرجير والابل والبغال ولاتشرب بول الابل كثيرا فقد أثر على عقلك وكرامتك وأستمع لقول
عرفت مين الحمار ؟ والحمار الكبير ؟ والحمار أبن الحمار ؟ ولا للتوريث .
وأمنياتى القلبيه لك وللحقوقيين بكل مكان والمضهدين بكافة أرجاء المعموره الحب والتقدير
فارس المصرى
فارس فرسان بنى مزار
صعيد مصر الثائر

أمل أسكاف يقول...

شكراً لك على زيارتك الكريم .. ولو أني مش فاهم قوي العلاقة بين الصحراء والتخلف ... غير أن الخليج بيعد تصدير ذات الأفكار التي خرجت من مصر مغلفة بتزمت وأفكار محمد بن عبد الوهاب ...
المشكلة كما أفهمها يا صديقي .. ليست في التخلص من أفكار الصحراء ولكن في أستكشاف كيف أثرنا على تلك المنطقة بل وعلى الكثير من بلاد العالم عبر أفكار الأمام حسن البنا والمفكر سيد قطب .. وبكتب مثل الفريضة الغائبة .. ومش بس نفهم أحنا أثرنا أزاي .. الأهم أننا نفهم كمان أزاي نعد الوضع ده .. من غير ما ننفي أفكار أو نتهمها بالغباء أو الخيانة ,, الخ ...
الأهم أزي نعدل مسرنا .. ونفهم سبب كل ما حدث ... وأزاي نعدله لمستقبل أفضل لبلدنا وللمنطقة كلها بحكم تبعية الثقافية لمفكرين مصرين .. حتى لو أنكروا .. أو أنكرنا وهربنا من الحقيقة (أفكار التطرف الديني في مصر مصرية بأمتياز وعلاجها لازم يخرج من هنا ... ومش بالعنف والنفي بالمناسبة