الخميس، ١ يناير ٢٠٠٩

غزة.......


سينتابني الليلة حلم .... حلم عن حصار قوي وعنيف ضرب حول مدينة صغيرة .... وأنا سأكون في داخل تلك المدينة ... سأتجول في شوارعها وأنا أشعر بمزيج من الخوف والقلق بل ومرارة في الحلق ... سأسير في الشوارع المتخمة برائحة الجوع بعدما أتناول أخر وجبة ممكنة وبذلك تصبح حياتي على المحك مع أخر لقمة...

وسأسير بلا هدف وستأخذني قدماي إلي أسوار المدينة فأصعد السلم المؤدي لمراكز الحراسة وهناك سأتجول بين الحرس وكأني قائد عسكري .. بل أنني سأكتشف في لحظة ما وأنا هناك أنني قد أصبحت مرتدياً لسترة عسكرية .... ستأخذني الدهشة لكني سريعاً ما سأنخرط في عالمي الجديد .. سأقوم بواجبات الحراسة وأنا أطرح في داخلي ملايين الأسئلة .. عن ماهية ذلك الذنب الذي ارتكبته حتى يصير مصيري مرتبطاً بتلك المدينة المتداعية الأسوار ؟... وسأعجب من الكيفية التي أصبحت بها من الجنود ..؟ ولماذا ؟ سأسئل أي القوي المجهولة تلك التي تحاصر المدينة ؟ ماذا يريدون ؟أنهم يقفون هناك فقط كحقل ذرة – أسود اللون – ممتد في كافة الاتجاهات .... لم يبعث قائدهم برسالة ولم يطالب بتسليم المدينة ... فقط وقف هناك وسط جنوده ينتظر معهم اللحظة الحاسمة ...لحظة التداعي الأخير .... وعندما تحل تلك اللحظة المحتومة فإنهم سينطلقون كقطيع من الذئاب لينهشون جسد المدينة ... لعلي في دمشق أو حلب في زمن تيمورلنك ... أو خلف أسوار طروادة ... لعلي سقطت من السماء ككل أهل المدينة المنكوبة كي ما نحاصر ونقتل فحسب ... وكأن الله لم يخلقنا لأي شيء سوي لدور الضحايا ..
وفي لحظات الهجوم الكاسح من الأعداء .. وبينما الأسوار ستتداعي تحت قدماي سأحاول بكل الطرق رفع الأحجار ودفع السلالم الخشبية المسندة على السور كي ما يتسلقها جنود الأعداء .... كما أنني سأحاول الهرب وستأخذني موجات شجاعة وخيالات عن النصب الذي سيقام لي في ساحة المدينة وعن الحفل السنوي الذي سيعقد على شرفي في كل عام بعدما أحوز لقب الشهادة ... سأفعل كل ذلك في لحظة واحدة .. سيتحول جسدي لطابعة وتنطلق منه مئات النسخ مني لتقوم بكل الأدوار الممكنة .... 

وفي لحظة النهاية وبينما يندفع السيل الهادر من جنود الأعداء فوق جسدي المحتضر سأنظر خلفي ... ولشدة دهشتي سأجد العلم المصري هناك يرفرف .. وبيني وبينه سور وأسلاك شائكة و حرس وبوابات حديدية مغلقة ..سأدهش وسأموت في نهاية الحلم في غزة 


هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

شوف يااخ اسكاف انا بحب الابحاث اللى من النوع اللى انت بتعمله ده و عشان كده اى حاجة غامضة و مش واضحة عني انا مستعد اجاوبك مباشرة عنها عشان اسهلك الدنيا

ياريت تراعي فى موضوعك ان المسيحيين الاصوليين اللى زيي قلة قليلة و يمثلوا نسبة ضئيلة فى المسيحيين بعكس المسلمين الاصوليين
دعك من اني قبطي و لكن لست مسيحي اصلا

أمل أسكاف يقول...

ماشي ... ولو أني مش فاهم قوي الفرق بين أنك تكون مسيحي أصولي ولست مسيحي أصلاً

غير معرف يقول...

انا عاوز اقول اني حاليا لاديني و مابقتش مسيحي.

و كمان ان المسيحيين الاصوليين او المتطرفين نسبتهم قليلة بعكس المسلمين.