لما أنت ناوي تروح عالطول

زمان لما كنت أسمع أغنية "لما أنت ناوي تروح عالطول ..مش كنت أخر مرة تقول " كانت مشاعر عجيبة تقتحمني ..ربما كانت وكما كنت أسميها في مرحلة لاحقة "مخلفات عاطفية " عائدة لتجارب مضت ولعلاقات ذابت لكني وفي العمق كنت أدرك أن علاقتي بتلك الأغنية أعقد وأصعب من ذلك .. لقد كانت دوماً تذكرني بالموت ..بالغياب النهائي للوجود ...ربما كانت تلك أيضاً تهويمات مراهقة لكن الأكيد أن تلك الأغنية طاردتني خلال الفترة الماضية بقسوة وعنف مع موسم التصفيات الذي ذهب بالكثير من الأصدقاء والأقارب والأحبة..لقد كان عزرائيل قوياً وعنيفاً للغاية معي خلال الفترة الماضية ..موت .. وموت أخر وثالث .. صفعات متتالية فقدت التركيز في عددها بعد وقت واصبحت مثل تكرار لذات الصفعة الأولي لحظة العجز التي وقفت فيها إلي جوار التليفون لفترة من الوقت وأنا أحاول السيطرة على تلك المشاعرة المتناقضة التي هاجمتني بضراوة بعدما أغلقت الخط بعد سماعي الخبر الأول .. كنت أريد الذهاب له ..لا كنت أريد النوم ..لالا ربما كنت أريد تشغيل التلفزيون والتلهي وكأن شئ لم يحدث .. وكأن تلك المكالمة مزحة ثقيلة من شخص سخيف ... أو ربما كنت أبكي .. ربما فعلت كل ذلك خلال تلك اللحظات الأولي والتي تكررت بشكل عبثي خلال الأيام الأخيرة.. لكن الشئ الذي تكرر دائماَ بصحبة كل تلك المشاعر ووسط كل تلك الوفيات كانت موسيقي "لما أنت ناوي تغيب عالطول" تتردد بتوزيع جنائزي مهيب

لا أدري ربما كنت وفي النهاية مثل كلب بافلوف كلما سمعت بخبر وفاة دارت أسطوانة الأغنية في داخلي بشكل مباشر ..وربما كانت وكما أسميها " مجرد مخلفات عاطفية" لاحداث مضت تريد تأكيد وجودها في داخلي بالأشارة والموسيقي

لكن الأكيد ..أن الحزن يتملكني وأن محمد عبد الوهاب يحتل روحي